تعريف صعوبات التعلم
صعوبات التعلم هي مجموعة من الاضطرابات النمائية المختلفة وغير المتجانسة الموجودة لدى بعض الأفراد. ترجع هذه الإضطرابات الذاتية (الموجودة داخل الأفراد) إلى قصور وظيفى في الجهاز العصبي المركزي يؤثر سلباً على قدرتهم في استقبال المعلومات والتعامل معها والتعبير عنها، مما يسبب لهم صعوبات في القدرة على: الكلام والاصغاء والقراءة، والكتابة، والفهم، والتهجئة، والاستدلال، والحساب. كما تؤثر تلك الصعوبات سلباً على جوانب أخرى مثل: الانتباه، والذاكرة والتفكير والمهارات الاجتماعية، والنمو الانفعالي.
ومع أن صعوبات التعلم قد تحدث مصاحبة لأحوال أخرى من الإعاقة كالتلف الحسي أو التخلف العقلي أو الاضطراب الانفعالي الحاد، أو مصاحبة لمؤثرات خارجية كالفروق الثقافية أو التعليم غير الكافي أو غير الملائم، إلا أنها ليست ناتجة عن هذه الأحوال أو المؤثرات.
إذا لم يتوافر التشخيص الملائم أو التدخل العلاجي التدريسي المناسب، ربما يعاني الأفراد ذوي صعوبات التعلم: الإحباط، والغضب، وانخفاض الثقة بالنفس.
مفاهيم شائعة حول صعوبات التعلم
لا يجب الخلط بين: صعوبة التعلم والتخلف العقلي، أو بطء التعلم، أو العمى، أو الصمم، أو الاضطرابات السلوكية، إذ لا تعد أي من هذه الحالات صعوبات تعلم.
رغم أن صعوبات التعلم ربما توجد متزامنة مع مشكلات أخرى مثل مشكلات الضبط الذاتي، ومشكلات الإدراك، ومشكلات التفاعل الاجتماعي، لا تسبب هذه المشكلات ولا تكوّن ولا تنشئ بذاتها صعوبات تعلم.
رغم أن صعوبات التعلم يمكن أن تحدث متزامنة مع بعض الإعاقات الأخرى مثل: القصور الحسي، أو التأخر العقلي، أو مع المؤثرات الخارجية المختلفة مثل: الفروق الثقافية، أو التدريس غير الكفء أو غير الملائم، إلا أن صعوبات التعلم لا تحدث نتيجة هذه الظروف أو المؤثرات.
بسبب الجهل بطبيعة حالات صعوبات التعلم، يطلق بعض المعلمين، وأولياء الأمور، وزملاء الصف على الأطفال ذوي صعوبات التعلم بالخطأ «كسالى» أو «أغبياء»، أو «أشقياء». ولمثل هذه التسميات تأثير سلبي على هؤلاء الأطفال.
طفل صعوبات التعلم ليس طفلاً غبياً، بل ذكائه متوسط أو فوق المتوسط.
أهمية التشخيص المبكر
غالباً ما يُهمل تشخيص صعوبات التعلم اعتقاداً من الأهل أنها جزء من سمات الفرد وطبيعته. ولكن مع تقدم العلم، ظهرت أساليب تشخيص تساعد على تقييم الفرد، لذا يجب التأكيد على أهمية التوجه إلى مشخص ذي خبرة.*
ينبغي استشارة اختصاصي نفسي- تربوي. لا تحاول تشخيص طفلك بنفسك، إذ يتطلب الأمر تشخيصاً دقيقاً وشاملاً. وفي حال توافر التدخل العلاجي المبكر المناسب، تزداد قدرة الأفراد ذوي صعوبات التعلم ودافعيتهم على العمل والنجاح.**
كيف أساعد طفلي؟
يجب أن يعي ولي الأمر أن صعوبة التعلم ليست حالة مرضية، وبالتالي من البديهي أنه لا يمكن الشفاء منها. لكن إذا توافر الدعم الملائم والبرامج التدريسية العلاجية المناسبة يتمكن الأفراد ذوو صعوبات التعلم من النجاح في الدراسة وفي الحياة.
يمكن للوالدين مساعدة طفلهم الذي يعاني صعوبة تعلم على تحقيق النجاح من خلال اكتشاف نقاط القوة لديه وتشجيعها، وإدراك نقاط ضعفه ومساعدته في التغلب عليها. ويمكن للوالدين تحقيق ذلك من خلال فهم نظام التعليم المناسب لطفلهم، ومن خلال العمل مع المختصين، ومن خلال تعلم استراتيجيات التعامل مع الصعوبات الخاصة لدى طفلهم.
أنواع صعوبات التعلم
هناك أنواع عديدة لصعوبات التعلم، أكثرها شيوعاً الآتي:
-
عسر القراءة “الدسلكسيا”: صعوبة تتعلق باللغة حيث يواجه الفرد صعوبات محددة في القراءة والكتابة والتهجئة.
-
عسر الحساب “الدسكلكوليا”: صعوبة تتعلق بالرياضيات حيث يواجه الفرد صعوبات محددة في حل مسائل الحساب واستيعاب المفاهيم الرياضية.
-
عسر الكتابة “الدسغرافيا”: صعوبة تتعلق بالكتابة حيث يواجه الفرد صعوبة محددة في تشكيل الحروف وكتابتها في مسافات محددة.
-
اضطراب نقص الانتباه، ونقص الانتباه المصحوب بفرط النشاط: صعوبات في الانتباه تعيق الفرد عن التخطيط والتنظيم. يعاني حوالي 30 إلى ٪50 من الأفراد الذين لديهم إضطرابات في الانتباه صعوبات تعلم .
-
صعوبة التآزر الحركي النمائي “الدسبراكسيا”: صعوبة محددة في اكتساب المهارات الحركية و تنظيمها ولاسيما المهارات الحركية الدقيقة (مثل ربط خيط الحذاء، وإحكام أزرار الملابس).